The Washington PostDemocracy Dies in Darkness

Opinion إلى قادة دول مجموعة العشرين، لا تنسوا دعاة حقوق المرأة اللاتي يقبعن في السجون السعودية

President Donald Trump and Saudi Arabia’s Crown Prince Mohammed Bin Salman arrive for a meeting on “World Economy” at the G20 Summit in Osaka on June 28, 2019. (Photo by Eliot BLONDET / POOL / AFP) (Photo by ELIOT BLONDET/POOL/AFP via Getty Images)

منذ ما يقارب العامين، يحاول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استعادة مكانته كزعيم عالمي ناشئ على الرغم من تورطه في جرائم حرب في اليمن وقمعه الوحشي للمعارضة الداخلية. في نوفمبر/تشرين الثاني، إن نجحت السعودية في استضافة رؤساء ورؤساء الوزراء في اجتماع القمة السنوي لمجموعة العشرين، فلربما يكون قد فعل ذلك.

سواء كانت بصفة شخصية أو افتراضية، من المقرر أن ينضم إلى قمة الرياض الرئيس ترامب وقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا والهند وغيرها من الدول الديمقراطية الكبرى، إلى جانب روسيا والصين وتركيا، بتكريم محمد بن سلمان ووالده الملك سلمان، الرئيس الفخري للنظام السعودي.

Read this column in English: G-20 leaders, don’t forget the women’s rights advocates rotting in Saudi prisons

السؤال الذي يجب طرحه عليهم جميعًا بين الفترة الحالية وحينها هو ما إذا كانوا سيمنحونه هذا الخلاص بينما تستمر لجين الهذلول في التعفن بسجن الحائر سيء السمعة، على بعد 25 ميلًا من العاصمة.

الهذلول البالغة من العمر 31 عامًا هي أشهر المدافعات عن حقوق المرأة اللاتي يبلغ عددهن 28 مدافعة عن حقوق المرأة تعرّضن للسجن في السعودية منذ عام 2018. وتعرض عدد منهن للتعذيب الوحشي، ولم تتم إدانة أي منهن بارتكاب جريمة. رهان محمد بن سلمان هو أن جرائمه ضدهن ومعاناتهن المستمرة سيتم تجاهلها من أجل نخبة واجتماع لا قيمة له. إن مجموعة قمة العشرين التي تشكلت في وقت الأزمة المالية لعام 2008 لم تنجز أي شيء مهم خلال العقد المنصرم.

لا يمكن قول ذات الشيء عن الهذلول التي أصبحت في أوائل العشرينات من عمرها زعيمة لاحتجاجات النساء السعوديات المطالبات بحق قيادة السيارة وإنهاء نظام ولاية الرجل. وقرر محمد بن سلمان الساعي إلى مكانة عالمية واستثمارات أجنبية رفع الحظر على القيادة في يونيو/حزيران 2018 – ولكن ليس قبل سحقه أولئك الذين طالبوا بالإصلاح.

الهذلول، التي كانت تعيش في المنفى في الإمارات العربية المتحدة، اختطفت من هناك في مارس/آذار 2018 ونقلت قسرًا إلى المملكة. أُفرِج عنها لفترة وجيزة، ولكن في 15 مايو/أيار 2018، قُبِض عليها وعدد من النساء الأخريات واقتيدن إلى مراكز احتجاز سرية، حيث احتجزن بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر، وبحسب رواياتهن اللاحقة، تعرضن لتعذيب شديد.

لا تزال الهذلول في السجن جزئيًا لأنها أخبرت أسرتها وبكل شجاعة هيئة حقوق الإنسان السعودية الرسمية بما حدث: لقد جُردت من ملابسها وتعرضت للإيذاء الجنسي والضرب والصعق بالصدمات الكهربائية والإيهام بالغرق. أشرف على تعذيبها سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي محمد بن سلمان، حيث هدد باغتصابها وقتلها بنفسه.

بالمجمل تم اعتقال 14 ناشطة في مجال حقوق المرأة عام 2018، و14 أخرى في العام التالي وفقًا لمنظمة “القسط” الحقوقية السعودية. لكن عملية أخرى أمر بها محمد بن سلمان أشرف عليها القحطاني طغت على قضاياهم: قتل الصحفي المنفي جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

حطم رد الفعل العالمي على مقتل خاشقجي سمعة محمد بن سلمان. لكن التجربة لم تغيره. واستمر في اضطهاد أي سعوديـ/ـة في الداخل أو الخارج ينتقدون نظامه. ورفض مطالب بطرد القحطاني، بما في ذلك من إدارة ترامب.

بدلًا من العدالة، عرض أوراق التين: يوم الاثنين الماضي، أعلنت محكمة أن ثمانية أعضاء من الفريق المكون من 15 عضوًا الذين أرسلوا لقتل خاشقجي قد حُكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين سبع سنوات و20 عامًا. وفي اليوم نفسه، أجرى الملك سلمان مكالمات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة الترتيبات الخاصة بقمة مجموعة العشرين. يوم الأربعاء، اتصل بالرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

في قضايا النساء، تنازل محمد بن سلمان بدرجة أقل. في أوائل عام 2019، تم الإفراج عن ثمانية من المعتقلات في عام 2018 إلى الاحتجاز المنزلي، وتم تقديمهن وأربع أخريات للمحاكمة. كانت التهم الموجهة إليهم سخيفة: على سبيل المثال، قيل إن الهذلول (التي لم يُطلق سراحها) ارتكبت جريمة “تقديم معلومات إلى منظمات حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي”. ربما هذا ما يفسر سرعة انخماد المحاكمات. لم تكن هناك جلسات استماع منذ أشهر، ولم تتم جدولة أي جلسات.

قبل عام، قالت عائلة الهذلول إنه عُرضت عليها الحرية – شريطة أن تسجل بالفيديو بيانًا تقول فيه إنها لم تتعرض للتعذيب. رفضت فعل ذلك وبقيت في زنزانة في الحائر. لمدة ثلاثة أشهر هذا الصيف، كانت مرة أخرى بمعزل عن العالم الخارجي. أخيرًا، في 31 أغسطس/آب، سُمح لوالديها برؤيتها. وجدوها ضعيفة نتيجة إضرابها عن الطعام.

الهذلول والنظام يعلمان أن موتها قد يوقظ أخيرًا ضمائر قادة مجموعة العشرين ويفسد القمة. لا ينبغي أن يصل الأمر إلى ذلك الحد. يمكن لماكرون وميركل وبوريس جونسون وجَستِن ترودو وغيرهم ممن لا يشاركون ترامب حب الديكتاتوريين أن يحققوا أكثر بكثير مما ستحققه القمة – من خلال وضع شرط بسيط لحضورهم: حرية لجين الهذلول وزميلاتها الناشطات.

Loading...